من هو قتيل شاطئ الفرات؟
نبوءة كتاب الرب المقدس (الحلقة الثانية )
ضمن دراستي للكتاب المقدس والتي استمرت سنوات وأنا أتفكر في نص غريـب موجود في الكتاب المقدس لكوني عراقية ونهر الفرات يمر في البلد الذي اسكنه . سألت عن
هذا النص الكثير من القساوسـة والعلمـاء والأساتذة وراجعـت التفاســــــــير والمراجـع الخاصـة بتفسير الكتـاب
المقدس .
ولكـن يبـدو أن الجميـع تواطـأ علـى السكوت . حتـــــــــى
التقيت بقداســـــــة الأب : صـبـح بـولس بيروني . وسألته عن النص الذي يذكر بأن هناك ذبيح على شاطئ الفرات ، فمن يكون . فنظر لي ملياً ثم قال . لولا انك مسيحية وباحثة في علم اللاهوت وان هـذا ضمن دراساتك ما أجبتك على سؤالك ولكني سأجيب . قال : أولا إن شاطئ النبوءة يمتد طـولا على امتداد نهر الفرات من منابعه وحتى مصبه في البصرة . وقد حدثت معارك كثيرة على شاطئه ولكنني استطعت أن احصر منطقة الحدث في صحراء تقع في العراق بالقرب من ضاحية بابل .
الثاني : بحثت أيضا عن تفسير هذه النبوءة فوجدت أنه من تاريخ نزول هذه النبوءة وحتى يومنـا هـذا لم تتحقـق هـذه النبـوءة إلا مرة واحـدة . قلـت لـه : وأيـن المكـان ومـن هـو
الذبيح؟ قال : إن النبوءة تتحدث عن شخص مقدس (ابن نبي) وهو سيد عظيم مقدس في النبوءات اسمه ((اله سين)) . ولما سألت الأب بطرس دنخا الكبير عن معنى كلمة ((إله سين)) قال : إن العرب في جنوب العراق يقلبون الهاء حاء . فتصبح (الحسين) مثـل أهـواز يقلبونهـا أحـواز . لم نجد غير هذا المذبوح بشاطئ الفرات وهي نبوءة تتعلـق بـابن نبي مقدس جدا وهو سيكون سيدا في السماء .
من هذه النقطة بحثت وتعمقت والآن أضع هذا النص بين يدي الإخوان لعلي أحظى بإطلالة شافية كافية وافية مع أن النص واضح لأنه يشير إلى معركة مصيرية كبيرة بجانب شط الفرات في أرض يقال لها ((كركميش)) من قبل شخص يرتبط بالله من أجل إرجاع خلافة مغتصبة لأن النص يقول في مكان آخر بأن هذا السيد ذهب ليرد سلطته .
وعندما بحثت في المعاجم وجدت أن ((كركميش)) تعني كربلاء ـ ولكن القواميس تذكرها باسم جرابلس ـ أو كركيسيون كما يسميها الروم قديما فمن هذا السيد الذي ذبح بجانب شط الفرات ؟ ولماذا يصف الكتاب المقدس هذه الواقعة بهذا الوصف المخيف وكأن مصير البشرية يتوقف عليها؟.
صحيح أني وضعت أحاديث وأشياء تدل على هذه الواقعة لكن كلها افتراضات لأني لست من داخل الحدث الإسلامي ولكن هذا الشيء موجود على شكل نبوءة لم يستطع احد أن يغيرها أو يتلاعب بها وإن أصابها بعض التشويش ، فمنذ كتابتها منذ آلاف السنين لم تتحقق هذه النبوءة إلا في الإسلام من حيث المكان والشخص المقتول كما يقول
كبير علماء أهل الكتاب والمتضلع بالكتب السماوية ((كعب الأحبار بن ماتح)) أتمنى القراءة بتدبر وتروي وعدم الانسياق وراء العاطفة وإنما يتم تحكيم العقل .
جاء في سفر إرمياء الإصحاح 46: فما 6 - 10 النبوءة التالية وهي تحكي عن المستقبل البعيد حيث كان وصف إرمياء النبي صحيح مائة بالمائة فقد كان الوصف مهيبا رهيبا كأنك ترى ذلك المصروع والجيوش التي التفت حوله : ((أسرجوا الخيل ، واصعدوا أيها الفرسان وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح البسوا الدروع . لماذا أراهم مرتعبين ومدبرين
إلى الوراء ، وقد تحطمت أبطالهم وفروا هاربين ، في الشمال بجانب نهر الفرات حيث عثروا وسقطوا لأن للسيد رب الجنود ذبيحة عند شط الفرات)) . ثم ماذا تقول النبوءة في مكان آخر حشر حشرا عن أسباب ذهاب هذا السيد إلى ذلك المكان؟ تقول : ((ذهب ليرد سلطته إلى كركميش ليحارب عند الفرات في الصحراء العظيمة التي يقال لها رعاوي عند الفرات)) .
كلمة كركميش تعني كربلاء ، وكلمة رعاوي هي جرابلس الصحراء الواسعة التي تمتد من حدود بابل إلى عرعر والتي يسميها الكتاب المقدس (رعاوي) وهي بالقرب من مدفن مقدس لأهل الكتاب اسمه النواويس ولا يعرف بالضبط السر في وجود دور عبادة لأهل الكتاب في هذا المكان تحيط به المقابر ، ولكن الأخ أنطوان يوسف فرغاني يقول : بأن أكثر أهل الكتاب دفنوا في هذا المكان لأنهم كانوا ينتظرون ذلك السيد المذبوح لينصروه لأنه مقدس جدا ، ولكن قدومه تأخر وماتوا وهم ينتظروه كما كان نصارى نجران ينتظرون مقدس آخر ، ولذلك لم يقتل مع هذا المقدس عند نهر الفرات سوى نصرانيان اثنان يقال أنهما اعتنقا دین هذا المقدس .
لم يصف احد من شخصيات الأديان نفسه بأنه هو المذبوح هناك على ساحل كركميش حيث رعاوي الصحراء القاحلة . فقط الحسين عليه مراحم الرب وبركاته
يصف نفسه بأنه المذبوح بجانب الفرات وانه ابن الذبيحين وهذا ما قاله كعب الأحبار المتضلع بالتوراة ، عندما مر بجانب الفرات في كربلاء حيث قال : ((ما مررت في هذا المكان إلا وتصورت نفسي أنا المذبوح )) ولما ذبح الحسين قالوا هذا هو لأننا سمعنا أن ابن نبي يذبح في هذا المكان . ملاحظة أن كعب الأحبار قال ذلك أمام حشد من الصحابة وغيرهم
كما في الرواية التالية ((ولما أسلم كعب الأحبار وقدم جعل أهل المدينة يسألونه عن الملاحم التي تكون في آخر الزمان وكعب يخبرهم بأنواع الملاحم والفتن ثم قال كعب :
نعم ، وأعظمها فتنة وملحمة هي الملحمة التي لا تنسى أبداً ، وهو الفساد الذي ذكره الله في الكتب ، وقد ذكره في كتابكم بقوله : (ظهر الفساد في البر والبحر وإنما فتح بقتل
هابيل ، ويختم بقتل الحسين )) المصدر انظر مقتل الخوارزمي الجزء الأول , ص١٦٢ هذا إذا أخذنا بنظر الاعتبار رواية إمام أهل السنة احمد التي تؤكد بأن ابن النبي يقتل بشاطئ الفرات وإليك الرواية : ((روى الإمام أحمد بن حنبل من حديث علي بن أبي طالب ـ في ص85 من الجزء الأول ـ من مسنده ، بالإسناد إلى عبد الله بن نجا عن أبيه : قال: ((دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وعيناه تفيضان ، قلت : يا نبي الله ،
ما شأن عينيك تفيضان؟ قال : قام من عندي جبرائيل قبل ، فحدثني أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات)) أو في الرواية التالية : ((روى الشافعي - في باب إنذار النبي (صلى
الله عليه وآله) بما سيحدث بعده ، من كتابه أعلام النبوة . عن عروة ، عن أم المؤمنين عائشة ، قالت : دخل الحسين بن علي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو
يوحى إليه ، فقال جبرائيل : إن أمتك ستفتتن بعدك وتقتل ابنك هذا من بعدك ، ومد يده فأتاه بتربة بيضاء ، وقال : في هذه يقتل ابنك ، اسمها الطف ، قال : فلما ذهب جبرائيل ، خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم إلى أصحابه والتربة بيده ـ وفيهم : أبو بكر ، وعمر ، وعلي ، وحذيفة ، وعثمان ، وأبو ذر ـ وهو يبكي ، فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله؟
فقال: ((أخبرني جبرائيل : أن ابني الحسين يقتل بعدي)) بحثت فلم أجد غير ذلك تفسيرا فهل هناك إضافة لا أعرفها)) .
المصدر : كتاب ما لا تعرفه عن الكتاب المقدس بحوث لاهوتية الجزء الأول ايزابيلا بنيامين ماما آشوري ص ٩-١٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق