شخصية تسير مع الزمن
من هو إيليا الذي يتمنى الأنبياء أن يحلوا سير حذائه؟ !
سألت أحد الآباء المقدسين عن شخص ورد ذكره كثيرا في الكتاب المقدس وفي أدبيات وملاحق وتفسيرات الكتاب المقدس هذا الشخص كان منذ القدم اسمه ((إيليا)) فمن هو هذا الشخص؟. قال : إنه نبي من الأنبياء . فقلت له : ولكن الكتاب المقدس ينفي ذلك ، ويسوع أكد بأن إيليا ليس نبياً وأنه عظيم لو تسنى له لانحنى ليحل سيور حذائه
وقال عنه بأنه سوف يأتي مع نبي .
فلم يقل الأب شيئا ولكنه قال لي : عجيبة هي مسائلك سأعطيك الجواب غدا .
طبعا هذا قد مضت أكثر من سنة ولم يردني الجواب .
في سفر يسوع بن سيراخ جاء وصف لهذا الشخص المقدس . إيليا خلقه الرب منذ القدم ليكون عونا للأنبياء وغيرهم في ساعات الشدة .
الوصف يجعل القارئ يقف أمام شخصية لا يستوعبها عقله أترككم مع النص الذي هو على شكل تضرع لله باسم هذا الشخص .
جاء في سفر يشوع بن سيراخ 48: 1 ((وقام إيليا كالنار وتوقد كلامه كالمشعل .
بعث عليهم الجوع ، وبغيرته ردهم ، أغلق السماء بكلام الرب وانزل منها نارا ثلاث مرات . ما أعظم مجدك يا إيليا! بعجائبك ومن له فخر كفخرك أنت الذي أقمت ميتاً من
الموت ومن الجحيم بكلام العلي وأبطت الملوك إلى الهلاك والمفتخرين من أسرتهم .
وسمعت في سيناء القضاء وفي حوريب أحكام الانتقام ومسحت ملوكا للنقمة وخطفت في عاصفة من النار في مركب نارية وقد اكتتبك الرب لأقضية تجرى في أوقاتها . طوبى لمن عاينك ولمن حاز فخر ـ موالاتك ـ تكشف عما سيكون على مدى الدهور وعن الخفايا قبل حدوثها)) .
من هو إيليا الذي تنبأ به جميع الأنبياء وطلبوا نصرته وحتى زمن يسوع الذي تنبأ به فقال في إنجيل متى 16: 14 ((جميع الأنبياء والناموس تنبأوا ، هذآ الله الله ٩هو إيليا المزمع أن
يأتي . من له أذنان للسمع فليسمع))
. من هو إيليا الذي ينقذ من نار الحريق كما في سفر دانيال 3: 6 حيث نورد القصة كاملة: ((نبوخذ نصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا وعرضه ست اذرع
ونصبه في بابل ونادى بشدة قد أمر تمأيها الشعوب والأمم والألسنة أن تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذ نصر الملك ومن لا يخر ويسجد يلقى في وسط أتون نار متقدة . تقدم حينئذ رجال كلدانيون واشتكوا على شدرخ ومشيخ وعبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك أيها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون ولتمثال الذهب الذي نصبت لا
يسجدون حينئذ أمر نبوخذ نصر بغضب وغيظ بإحضار (شدرخ وميشخ وعبد نغو) فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك وقال لهم نبوخذ نصر أن كنتم الآن مستعدين أن تخروا
وتسجدوا للتمثال الذي عملته وان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط أتون النار المتقدة ومن هو الإله الذي ينقذكم من يدي ـ فقالوا ـ هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده
يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك أيها الملك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته أمر الملك جبابرة القوة في جيشه بان يلقوهم في أتون النار المتقدة ثم أوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم وأقمصتهم وأرديتهم ولباسهم وألقوا في وسط أتون النار المتقدة والأتون قد حمي جدا سقطوا موثقين في وسط أتون النار المتقدة حينئذ تحير نبوخذ نصر الملك وقام مسرعا وقال لمشيريه الم نلقي (((ثلاثة رجال))) موثقين في وسط
النار فأجابوا وقالوا للملك صحيح أيها الملك أجاب وقال ها أنا ناظر (((أربعة رجال))) يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ((ومنظر الرابع)) شبيه بابن الآلهة ـ فمن أين أتى هذا الرابع ـ ثم اقترب نبوخذ نصر إلى باب أتون النار المتقدة فقال يا شدرخ وميشخ وعبد نغو اخرجوا وتعالوا فخرجوا من وسط النار فاجتمعت المرازبة والشحن والولاة ومشيرو الملك ورأوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تأت عليهم (السؤال من هو هذا الرابع
الذي يعرفونه بأنه شبيه بابن الله؟ والملقب إيليا )) وفي سفر الملوك الأول 17: 1 منع إيليا المطر : ((وقال إيليا لأخاب :حي هو الرب الذي وقفت أمامه ، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي)) .
من هو هذا إيليا الذي يرافق الأحداث عبر الزمن فيكون مع كل نبي ويحضر عند كل شدة؟ .
إيليا حضر أيام المجاعة فأكل عند أرملة فخبزت له من طحينها وزيتها القليل الذي ادخرته لها ولابنها وقالت لإيليا كما في سفر الملوك 17: كيف اخبزه لك وهو آخر ما تبقى
عندي سنأكله أنا وابني ونموت من الجوع ، فقال لها إيليا اخبزي لي أولا ثم اخبزي لابنك وكلما أخذت من هذا الطحين والزيت لا ينفد أبدا حتى تنتهي المجاعة . وبقيت سنين ببركة دعاء إيليا تأكل من كف الدقيق و ضحضاح الزيت ولم ينفد ، ثم مات ابن الأرملة ، فقام إيليا وقال للرب : أتميت ابن الأرملة وأنا ضيف عندها؟ أرجع يا الهي روح الفتى إليه فرجعت روح الفتى إليه ونهض حيا .
سفر الملوك الأول 17: ٢٢ ((أيها الرب إلهي ، أأيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها؟ وصرخ إلى الرب وقال : يا رب إلهي ، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه . فسمع الرب لصوت إيليا ، فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش . فأخذ إيليا الولد ودفعه لأمه ، وقال إيليا : انظري ، ابنك حي فقالت المرأة لإيليا هذا الوقت علمت أنك رجل الله ، وأن كلام الرب في فمك حق)) .
ومن هو إيليا الذي يأمره الرب أن يعطي مطرا للأرض كما في : ((سفر الملوك الأول 18: ۱((وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا قائلا : اذهب فأعطي مطرا على وجه الأرض)) .
ومن هو إيليا الذي يسجد له الأنبياء الأمميون كما في سفر الملوك الأول 7 :18 ((وفيما كان عوبديا في الطريق ، إذا إيليا قد لقيه فعرفه ، وخر على وجهه وقال : أأنت هو
سيدي إيليا)).
ومن هو إيليا الذي يطلب من الرب أن ينزل نارا لتأكل أعداءه فيسمع الرب له وينزل النار ثلاث مرات كما في سفر الملوك الثاني ١:١٢: ((فأجاب إيليا وقال إن كنت أنا رجل الله ، فلتنزل نار من السماء وتأكلك أنت والخمسين الذين لك . فنزلت نار من السماء وأكلته هو والخمسين الذين له)) .
ومن هو إيليا الذي عندما تنتهي مهمته يصعد إلى السماء كما في سفر الملوك الثاني ٢: ١ ((وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء)) .
ومن هو إيليا الذي يضرب الماء بردائه فينشق وتظهر الأرض اليابسة فيعبر كما في سفر الملوك الثاني ٢: ٨ ((وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء ، فانفلق إلى هنا وهناك ، فعبر كلاهما في اليبس))
ومن هو إيليا الذي تأت مركبة من السماء فتأخذه سفر الملوك الثاني 3: 11 ((وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار فصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى
السماء)) .
ومن هو إيليا الذي تغسل الأنبياء يديه كما في سفر الملوك الثاني 3:11 ((فقال يهوشافاط: أليس هذا نبي للرب فنسأل الرب به؟ فأجاب واحد من عبيد ملك إسرائيل وقال : هنا اليشع بن شافاط الذي كان يصب ماء على يدي إيليا)) .
ومن هو إيليا الشجاع الذي يغار على ربه فتحمله مركبة ثم ينزل وينصر الأنبياء فيقتل كفار مدينة كاملة بسيفه كما في سفر الملوك الثاني 10: 17 ((هلم معي غيرتي للرب . وأركبه معه في مركبته ، وجاء إلى السامرة وقتل جميع الذي بقوا لأخاب حتى أفناه حسب كلام الرب الذي كلم به إيليا)) .
ومن هو إيليا الذي حضر مع موسى الذي توفى منذ آلاف السنين لنصرة يسوع المسيح كما في إنجيل متى 17: 3:((أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا أخاه وصعد بهم
إلى جبل عال منفردين ..وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه)) . فموسى لا يستطيع الحضور إلى العالم مرة ثانية إلا مع إيليا الذي يمتلك مفاتيح بوابة الآخرة .
ومن هو إيليا الذي استنجد به يسوع المسيح عندما وقع في الأخطار كما في إنجيل متی ٢٧: ٤٧: ((صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا : إيليا إيليا فقوم من الواقفين هناك لما
سمعوا قالوا : إنه ينادي إيليا . لنرى هل يأتي إيليا يخلصه)).
ومن هو إيليا صديق الأرامل والأيتام الذي قال عنه يسوع المسيح كما في إنجيل لوقا ٤: ٢٥ ((وبالحق أقول لكم : إن أرامل كثيرة كن في إسرائيل في أيام إيليا حين أغلقت
السماء مدة ثلاث سنين وستة أشهر ، لما كان جوع عظيم في الأرض كلها ، ولم يرسل إيليا إلى واحدة منها ، إلا إلى امرأة أرملة )) .
نعم فقد كان نصيرا للأرامل والأيتام أيام محنتهن . وأخيرا علينا أن نعرف أن إيليا هذا ليس نبيا إنه أكبر من مقام نبي لأن يسوع المسيح رفض ان يقيس نفسه بإيليا ولا بالنبي الذي سوف يأتي معه كما في إنجيل يوحنا 1:۲۱ ((فسألوه : إذن من أنت؟ إيليا أنت؟ «فقال : لست أنا. فسالوه :النبي أنت؟ فأجاب : لا هو الذي يأتي بعدي ، الذي صار قدامي ، الذي لست بمستحق أن أحل سيور حذائه)) هذه عظمة إيليا ، أن يتمنى نبي أن يحل سيور عندنا نحن من نؤمن بالكتاب المقدس أن إيليا هذا شخص عظيم مقدس جدا يحل كل معضلات ومشاكل الناس وهو يسير مع الزمن ليس له وقت معين ، ومنتهاه سيكون بعد بعثة نبي حيث سيكون معه ، ثم ينتقل إلى عالم آخر ليمارس دوره بعد أن يرسي دعائم الدين الجديد ويكون حارسا عليه .
فماذا تقول مصادر المسلمين عن إيليا ومن هو؟
بحثت كثيرا فوجدت أن هناك شريحة جدا كبيرة من المسلمين قد ابعدوا إيليا . وشطبوا حذائه .
كل مآثره وأعماله ولكني وجدت ما يلي :
في كتاب الاحتجاج للطبرسي الجزء الاول صفحة 308 : روي انه وفد من بلاد الروم إلى المدينة على عهد أبي بكر وفيهم راهب من رهبان النصارى فأتى مسجد النبي فسأل أسئلة لم يجبه احد عليها ، فأرسلوا إلى عليا فقام علي وخرج ومعه الحسن الحسين حتى أتى المسجد ، فلما رأى القوم عليا كبروا الله ، وحمدوا الله ، وقاموا إليه أجمعهم ،
فدخل علي وجلس فقال أبوبكر : أيها الراهب سله فإنه صاحبك وبغيتك ، فأقبل الراهب بوجهه إلى علي ثم قال : يافتى ما اسمك؟ قال : اسمي عند اليهود (اليا) وعند النصارى (إيليا) وعند والدي (علي)وعند أمي (حيدرة) .
وفي حديث آخر كما في (بحار الأنوار ج٢٤٤/٢٩) عن الأصبغ بن نباتة قال : قال لي معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أن علياً دابة الأرض؟ ـ يعني الذي يمشي على الأرض منذ خلقها ـ قلت : نحن نقول واليهود يقولون .
قال : فأرسل إلى رأس الجالوت فقال: ويحك تجدون دابة الأرض عندكم مكتوبة؟
فقال : نعم ، فقال : وما هي أتدري ما أسمها؟ قال : نعم ، اسمها : إيليا .
قال(الأصبغ) فالتفت إلي (معاوية) فقال : ويحك يا أصبغ ما أقرب إيليا من علياً..
الزخرف آية:4: ((وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) نعم إنه علي حكيم .
ايها الرب انزل مراحمك من عليائك على عبدتك إيزابيل بالاسم القابع خلفها وأغفر لها خطاياها .
آمین
المصدر : كتاب ما لا تعرفه عن الكتاب المقدس بحوث لاهوتية الجزء الأول ايزابيلا بنيامين ماما آشوري ص ٢٠-٢٥
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق