يقولون لي : مالك وللحسين ولقضايا المسلمين؟
فأقول لهم : اذهبوا وقولوا لمئات الألوف من اليهود والنصارى الذي يعشقونه لا بل الملحدين والشيوعيين والعلمانيين وحتى الوثنيين يتخذون من الحسين رمزاً رافضاً للظلم وثائرا أوحداً على طول التاريخ .
وضع أحدهم مشاركة على صفحتي وفيها صورة لغاندي وهو يصف تأثره بثورة الإمام الحسين عليه مراضي الرب فلم أر أي تعليق سلبي على تصريح الزعيم غاندي حول الحسين عليه مراحم الرب وبالمقابل لم أر أي تفاعل مع ما قاله غاندي مع الحسين للمسلمين فعرفت أن هناك ظلما لا يزال يحيق بهذا المقدس . ولكن عندما كتبت ـ أنا إيزابيلا ـ عن الحسين في صفحتي هذه أصبحت الأسف طائفية وعندي أهداف مبطنة . مع علمهم بأني مسيحية وإنما عشقت الحسين لأنه شعار لرفض الظلم في أي مكان هذا الظلم الذي يعيشونه الآن على أرض العراق العظيم أرض الحسين الثائر . هذا الظلم الذي يرفضونه أنفسهم الآن ولكن لا يتخذون أسوة لهم وقيادة يستمدون منها المبادئ المثلى في محاربتهم للظلم ولذلك فهم يدورون في حلقة مفرغة لأن من لا هدف له فسهمه طائش .
إن لم نحب الحسين لأنه مقدس ، فإننا نحبه لأنه أصبح رمز الثورات ورمز مقارعة الظالمين وأنا أحصيت آلاف الأقوال والأشعار من غير المسلمين في الحسين وثورته . أنا لا
أدري من القائل من رجال الثورة في إيران ولكني اتذكر قوله الذي قرأته والذي يقول فيه : ((إن دموع الباكين على الحسين تجمعت وأحدثت طوفانا أزاح الشاه وأعوانه))
وكذلك أتذكر قول قائد من حزب اااه في لبنان عندما سألوه عن سر انتصارات الحزب على إسرائيل العظمى فقال : ((إن كل ما عندنا من الحسين)) وغاندي عندما سألوه قال : تعلمت أن أكون مظلوما مثل الحسين فانتصر . مهما حاول الناس حجب الشمس عن العين لا بد أن تتحسسها الروح فكم أعمى رأى ما لم يراه المبصرون .
وأنا احكي لكم هذه القصة لكي تعرفوا ماذا اقصد .
قبل ألف سنة كان هناك أعمى يصلي في المسجد وكان إلى جانبه رجل يقرأ القرآن .
سمع الأعمى القارئ يقرأ : ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت)) فقال الأعمى للقارئ : هل هذه الآية في القرآن؟ قال الرجل نعم . فقال له الرجل إن الله لا يذكر شيئاً في القرآن إلا وفيه عجيبة أو معجزة ، فطلب الأعمى من القارئ أن يصف له البعير .
فوصفه له . فسأله الأعمى : قال له : هل للبعير خمسة أرجل؟؟ قال القارئ : لا . له أربعة أرجل فقط ، فقال الأعمى : مستحيل ما تقوله لأنه لو كان للبعير أربعة أرجل لاندق
عنقه وانكسر عندما يبرك . فطلب الأعمى من القارئ أن يتفحص الأمر ، فخرج القارئ ووجد بعيرا مربوطاً بباب الجامع لرجل يصلي ففحصه جيداً فوجد رجلاً خامسة تحت
العنق مباشرة على الصدر تتلقى صدمة ثقل العنق عندما يبرك الجمل . فرجع القارئ ، وسأل الأعمى؟ هل أنت كنت مبصراً ثم عميت؟ فقال الأعمى : لا أنا ولدتني أمي أعمى
لم أبصر من الدنيا أي شيء . فقال له القارئ فكيف علمت أن للجمل رجلاً خامسة وأنت لم تره؟ قال الأعمى : تعجبت من خالق خلق كل شيء يلفت نظرنا إلى البعير فقلت لا بد أن هناك علة ما تدل على دقة الصنع .
وأنا إيزابيل بنيامين أقول : منذ أيام كتبت موضوعاً للحسين بمناسبة قدوم شهر محرم ولكني مع الأسف لكوني أحب أصدقائي أخشى أن أنشره لأني رأيت أن ((بعض)) أصدقائي يزعجهم ذلك . فمن خلال مشاركات عفوية لي وردود بريئة اتهمني البعض بأني : ((أهيئ الناس لأمر ما)) ، وعندما طلبت منه أن يبين لي ماهو هذا الأمر لم يجبني .
ولذلك سوف انشر موضوع الحسين . فقط للحقيقة ولكوني وجدت إلى ذلك إشارة في الكتاب المقدس تدل على أن قضية الحسين ليست بالأمر الهين . وأنا لا ادري
لماذا يتحسسون من الحسين وهو كما يذكرون مبشر بالجنة لابل سيد شبابها أو انه إمام بالنص أو انه من المطهرين أو على الأقل صحابي عاصر الرسول إن لم يكن ابن ابنته أو
ريحانته من الدنيا .
لقد كنت أشاهد عزاء الحسين في الديوانية حيث اخرج مع صديقاتي فلم أع ما يجري حتى رأيت كيف يجلل الحزن كنائسنا في ذكرى إهداء رأس يوحنا المعمدان في طشت إلى القيصر . يوحنا الذي يقول عنه المسيح : لم تلد النساء أعظم منه . وعندما أقمت في أوربا رأيت أوروبا تتشح بالحزن في يوم معين من السنة يطلق عليه A1)
((juhansوهو يوم عطلة عندهم وكلمة يوهانوس تعني يوم قطع رأس يوحنا وهو نفس القول الذي وجدته في خطبة زين العباد عليه مراضي الرب في الشام عندما قال : ((من عجائب الدنيا أن رأس يحيى يهدى إلى بغي من بغايا بني إسرائيل)).
البحث الذي أود نشره يتعلق بنبوءة تتعلق بشخص يذبح على شاطئ الفرات وهو تحليل لنبوءة مقدسة وردت على لسان نبي مكتوبة في الكتاب المقدس .
هناك كثيرين منا مع الأسف لا يستخدمون عقولهم : لهم أعين لا يبصرون بها وإذا أبصروا بها لا يتفكرون ، وإذا تفكروا ، لا يتدبرون لأنه على قلوب أقفالها! آه من الثقافة
المغلوطة التي تزرقها الأباطرة والقياصرة وخلفاء السوءة. ألم يقل فرعون لقومه بأنه ربهم الأعلى فعبدوه . إهذه الثقافة المغلوطة التي تزرق في العقول انظر كيف تعيق هذا
الفكر المبدع الخلاق عن الابداع كم هو محروم الإنسان الذي لا يستقي من الفيض الصافي لخدام الرب الأنبياء فهو في تراجع حضاري وإنساني ، لا زلنا نرى مصاديقه على
أرض الواقع .
المصدر : كتاب ما لا تعرفه عن الكتاب المقدس بحوث لاهوتية الجزء الأول ايزابيلا بنيامين ماما آشوري ص٦-٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق