السبت، 21 أكتوبر 2017

الخليفة الثاني يعزل أبو هريرة عن البحرين بعد إتهامه بالسرقة

الخليفة الثاني يعزل أبو هريرة عن البحرين بعد إتهامه بالسرقة

بعث الخليفة الثاني عمر ابن الخطاب أبو هريرة واليا على البحرين سنة إحدى وعشرين ، فلما كانت سنة ثلاث وعشرين عزله وولى عثمان بن أبي العاص الثقفي ، ولم يكتف بعزله حتى استنقذ منه لبيت المال عشرة آلاف زعم انه سرقها من مال الله في قضية مستفيضة ، وحسبك منها ما ذكره ابن عبد ربه المالكي ( فيما يأخذ به السلطان من الحزم والعزم من أوائل الجزء الأول من عقده الفريد ) إذ قال - وقد ذكر عمر - ثم دعا أبا هريرة فقال له : علمت إني استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين ؟ . ثم بلغني انك ابتعت أفراسا بألف دينار وستمائة دينار ! . قال : كانت لنا
 أفراس تناتجت وعطايا تلاحقت . قال : حسبت لك رزقك ومؤنتك وهذا فضل فأده قال : ليس لك ذلك . قال : بلى والله وأوجع ظهرك ، ثم قام إليه بالدرة فضربه حتى أدماه ، ثم قال : ائت بها . قال : احتسبها عند الله . قال : ذلك لو أخذتها من حلال وأديتها طائعا ، أجئت من أقصى حجر البحرين يجبى الناس لك لا لله ولا للمسلمين ؟ ما رجعت ( 1 ) بك أميمة إلا لرعية الحمر .

قال ابن عبد ربه : 
وفي حديث أبي هريرة : لما عزلني عمر عن البحرين قال لي : يا عدو الله وعدو كتابه ! سرقت مال الله ؟ . قال فقلت : ما أنا عدو الله وعدو كتابه ، ولكني عدو من عاداك وما سرقت مال الله ، قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟ . قال فقلت : خيل تناتجت ، وعطايا تلاحقت ، وسهام تتابعت . قال : فقبضها مني فلما صليت الصبح استغفرت لأمير المؤمنين ! ( الحديث ) .
وقد أورده ابن أبي الحديد إذ ألم بشئ من سيرة عمر في المجلد الثالث من شرح النهج ( 2 ) وأخرجه ابن سعد في ترجمة أبي هريرة من طبقاته الكبرى ( 3 ) من طريق محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال : قال لي عمر : يا عدو الله وعدو كتابه أسرقت مال الله ؟ إلى آخر الحديث .

وأورده ابن حجر العسقلاني في ترجمة أبي هريرة من اصابته فحوره عطفا على أبي هريرة تحويرا خالف فيه الحقيقة الثابتة باتفاق أهل العلم ، وذهل عما يستلزمه ذلك التحوير من الطعن بمن ضرب ظهره فأدماه وأخذ ماله وعزله ( 513 ) .
المصدر : شبكة الشيعة العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق