خلال خلافة الإمامين علي عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام استرجعت البحرين استقرارها السياسي والاجتماعي ، ورجع أكثر من هاجر من أبنائها وتوسعت دور العلم وانتقل كثير منها خارج المساجد إلى المناطق النائية قليلة السكان ، حتى برز الكثير من العلماء والزعماء الكبار، وعرف بينهم رشيد الهجري وصعصعة بن صوحان العبدي وزيد بن صوحان العبدي وابنه سيجان العبدي والأصبغ بن نباته وأعين بن ضيعة والأعور بن بنان التميمي وجارية بن قدامة والشيخ نصير البحراني. وترك العديد من أبناء البحرين أرضهم التي استقرت على ولاية الإمام علي عليه السلام ونهجه الرائد متجهين لمشاركة الإمام علي عليه السلام نهجه في تثبيت الإسلام الجذري والدفاع عنه أمام مخلفات الاتجاه السياسي السفياني واتباعه. فالجارود العبدي مارس قدراته الخطابية وعلمه في الشريعة، وتقدم بالنصح للمخالفين لعلي عليه السلام بالعودة وتجاوز الآثار السلبية التي خلفها عدم الإستقرار السلبية التي خلفها عدم الإستقرار السياسي في الجزيرة العربية .
ونقل عن السيد الخونساري في موسوعته (روضات الجنات) : ( أهل البحرين قديموا التشيع .. متصلبون في أمر الدين ، وقد خرج من البحرين من علمائنا جم غفير، ورشيد الهجري الذي هو في درجة ميثم التمار، ومن جملة حاملي أسرار أمير المؤمنين). فرشيد الهجري ، قد تلقى من علوم أمير المؤمنين علي عليه السلام الكثير حتى سماه الإمام علي عليه السلام (رشيد البلايا) والرزايا لما عرف عنه من علم بحوادث الرزايا والبلايا إلى قيام الساعة. وروي عن إبن حيان البجلي عن قنوا بنت رشيد الهجري أنها قالت : (سمعت من أبي
يقول : أن أمير المؤمنين علي عليه السلام سأله: يا رشيد كيف صبرك إذا أرسل عليك دعي بني أمية، فقطع يديك ورجليك ولسانك؟).
فقال: آخر ذلك في الجنة.
فقال الإمام علي عليه السلام: يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة.
قالت قنوا: فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين علي عليه السلام، فأبى أن يتبرأ منه.
فقال له الدعي : فبأي ميتة قال لك تموت؟
فقال أبي : أخبرني خليلي أنك تدعوني إلى البراءة فلا أتبرأ منه، فتقطع يدي ورجلي ولساني. قال لأكدبن قوله.
قالت قنوا : فقدموه فقطعت يديه ورجليه وترك لسانه، فحملت أطراف يديه ورجليه.
فقلت : ياأبتي هل تجد ألماً أصابك؟
فقال : لا يا بنيه إلا كالزحام بين الناس. فلما احتملناه وأخرجناه من القصر..اجتمع الناس حوله.
فقال رشيد : آتو بصحيفة ودواة واكتبوا ما أقول لكم ما يكون إلى يوم القيامة.
فارسل إليه الحجام حتى قطع لسانه ، فمات في ليلته.
المصدر : ملتقى صفوة الشيعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق