هو العالم الكبير الشيخ جمال الدين الحسن بن يوسف المطهر الحلي (648 ـ 726 هـ) ، المعروف بالعلامة الحلي الفقيه والمتكلم الشيعي في القرن الثامن
للهجرة . من أشهر مؤلفاته : كشف المراد ، ونهج الحق وكشف الصدق ، وباب الحادي عشر ، وخلاصة الأقوال ، والجوهر النضيد .
يوجد قبره الشريف أسفل المنارة الجنوبية لمرقد امير المؤمنين (عليه السلام) وهو من أحد أقرب القبور للضريح المقدس
عاصر العلامة الحسن بن المطهر الحلي ابن تيمية وللاسف كان يلقبه بالقبيح ابن المنجس وفي أحد سفرات العلامة الحلي إلى مكة صادف حلقة دراسية لابن تيمية وبدأ بعرض الإشكاليات والاستفسارات على ابن تيمية فأحرجه !
ثم . سأله ابن تيمية ما اسمك ؟ قال : أنا القبيح ابن المنجس فاحرج ابن تيمية وقام واعتذر للعلامة الحلي .
كان العلامة أول من لقب بآية الله ؛ وذلك لفضله وعلمه الكثير ، فمن جملة أساتذته السيد ابن طاووس ، والخواجة نصير الدين الطوسي ، وابن ميثم البحراني ، ومن أشهر تلامذته : قطب الدین الرازي ، وفخر المحققين .
القصة الكاملة لهداية حاكم إيران وشعبه
روي أن السلطان حاكم ايران "محمد شاہ خدا بنده" المغولي غضب يوماً على امرأته ، فقال لها : « أنت طالق ثلاثاً ، ثم ندم» وجمع العلماء فقالوا : لابد من المحلل "اي ان تتزوج شخصا آخر"
فقال : عندكم في كل مسألة أقاويل مختلفة أو ليس لكم هنا اختلاف؟
فقالوا : لا. فقال أحد وزرائه : إن عالما بالحلة ، وهو يقول ببطلان هذا الطلاق ،
فبعث كتابه إلى العلامة وأحضره ، فلما بعث إليه . قال علماء العامة - أنه مذهب باطل ، ولا عقل للروافض ، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل .
فلم يهتم الملك لكلامهم فلما حضر العلامة بعث الملك إلى جميع علماء المذاهب الأربعة وجمعهم ، فلما دخل العلامة أخذ نعليه بيده ، ودخل المجلس . وقال : "السلام عليكم" ، وجلس عند الملك . فقالوا للملك : ألم نقل لك أنهم ضعفاء العقول؟
قال الملك : اسألوه عما فعل فقالوا له : "لم لم تسجد للملك ، وتركت الآداب؟"
فقال : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) كان ملكا ، وكان يسلم عليه ، وقال الله : ( فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة ) .
ولا خلاف بيننا وبينكم أنه لا يجوز السجود لغير الله ، قالوا له : " لم جلست عند الملك؟ . قال : " لم يكن مكان غيره" ؟ وكلما يقول العلامة بالعربي كان المترجم يترجم للملك . قالوا له : "لأي شئ أخذت نعلك معك ، وهذا مما لا يليق بعاقل بل إنسان؟"
قال : "خفت أن يسرقه الحنفية كما سرق أبو حنيفة نعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
فصاحت الحنفية : "حاشا وكلا . متى كان أبو حنيفة في زمان رسول الله؟ "بل كان تولده بعد المائة من وفاته صلى الله عليه وآله".
فقال : "نسيت فلعله كان السارق الشافعي . فصاحت الشافعية كذلك ، وقالوا :
" كان تولد الشافعي في يوم وفاةزأبي حنفية وكان نشوؤه في المائتين من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله" .
قال : "ولعله كان مالكاً ، فصاحت المالكية كالأولين . قال : "فلعله أحمد بن حنبل ، " ففعلت الحنبلية كذلك
فأقبل العلامة إلى الملك ، وقال : "أيها الملك علمت أن - رؤساء المذاهب الأربعة لم يكن أحدهم في زمن رسول الله - (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا الصحابة ، فهذا أحد بدعهم أنهم اختاروا من مجتهديهم هذه الأربعة ، ولو كان فيهم من كان أفضل منهم بمراتب لا يجوزون أن يجتهد بخلاف ما أفتى واحد منهم .
"يقصد الائمة الأربعة"
فقال الملك : "ما كان واحد منهم في زمان رسول الله والصحابة؟ فقال
الجميع : لا. فقال العلامة : ونحن معاشر الشيعة تابعون - لأمير المؤمنين (عليه السلام ) نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله ) وأخيه وابن عمه ووصيه ، وعلى أي حال فالطلاق الذي أوقعه الملك باطل ، لأنه لم يتحقق شروطه ومنها العدلان ، فهل قال الملك بمحضرهما؟ قال : "لا" .
ثم شرع في البحث مع العلماء حتى ألزمهم جميعاً ، فتشيع الملك ، وامر باعلان المذهب الجعفري المذهب الرسمي للبلاد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق