قرية يسكنها السنة حاليا ، تقع على الساحل الشرقي لجزيرة أوال شمال شرق جبل الدخان ، بين راس حيان جنوبا وراس أبو جرجور شمالا ، وكان يسكنها الشيعة في الأزمان السابقة ، ولكنهم هجروا منها قهرا ، وذكر البلادي ما يفهم منه أن قرية المعامير أنشأها أهل عسكر بعد أن شردوا منها .
وشيعة أوال حتى الآن يسمون هذه البلدة (عسكر الشهداء) من دون ذكر السبب في ذلك ، وربما هو إشارة منهم إلى وقوع معركة تطهير قام بها بعض الغزاة ، وأغلب الظن أنهم قبائل البدو الذين كانوا بمعية الجيوش العمانية أو غيرها من الجيوش التي عاثت في الجزيرة قتلا وسلبا ونهبا وتشريدا في زمن اليعاربة منذ بداية العقد الرابع من القرن الثاني عشر الهجري وما بعده حتى لقد هاجر أغلب سكان أوال وقراها وجزرها إلى البلدان القريبة منها كالقطيف وبلاد فارس والعراق .
ولأجل ذلك فإنه يوجد في القطيف أسر أوالية كثيرة لا زلات تحتفظ بنسبتها إلى قرى أوال ، مثل أسر : السماهيجي نسبة إلى سماهيج ، والماحوزي نسبة إلى الماحوز ، والمقابي نسبة إلى مقابى ، والستري نسبة إلى سترة ، والدرازي نسبة إلى الدراز ، والجمري نسبة إلى بني جمرة ، والجنبي نسبة إلى الجنبية ، والشاخوري نسبة إلى الشاخورة ، والحوري نسبة إلى الحورة ، والغريفي نسبة إلى الغريفة ، والمناميين نسبة إلى المنامة ، والبوري نسبة إلى بوري .
وقرية عسكر هذه ينتسب إليها بعض علماء الشيعة القدماء ، وتوجد في مكتبة السيد المرعشي النجفي بقم مخطوطة (تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية) للحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي المشهور بالعلامة الحلي (توفي 726هجرية) ، وكاتبها هو علي بن حسين بن محمود بن سعيد بن محمد بن علي العسكري البحراني الأوالي الشاطري المارني ، خلال المدة من 18 ربيع الثاني سنة 926 إلى يوم الجمعة 24 ربيع الثاني سنة 931 للهجرة .
ومن هذه القرية أيضا ابنه الشيخ حرز بن علي بن حسين بن محمود بن سعيد بن محمد بن علي العسكري الشاطري البحراني كان حيا في 976هجرية ، وترجم لهما الشيخ البلادي في أنوار البدرين ، ومنها أيضا الشيخ محمد بن يوسف العسكري البحراني ، من علماء القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين .
وهذا كله يدل على أن هذه القرية كانت من قرى الشيعة العامرة بهم ، الإ أنهم هجروا منها شيعة الجزيرة ، وليس قرية عسكر فقط هي التي هجر منها سكانها ، فهناك قرى غيرها تم تهجيرهم منها ، ومن هذه القرى قرية مخروق التي كانت بالقرب من عسكر ، وهي قرية ذكرها لوريمر ، ونص على أنها للبحارنة أي الشيعة ، ولكنها اندثرت هي الأخرى لذات الأسباب ، ولعل الحي المعروف في المنامة ب(المخارقة) اسسه مهاجرون من مخروق هذه .
.
المصدر : كتاب تاريخ التشيع لأهل البيت في إقليم البحرين القديم للكاتب عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق