بلدة للشيعة هي اليوم إحدى محلات البلاد القديم ، وأخذت هذه البلدة اسمها من قيام أشهر أسواق جزيرة أوال بها ، وهو سوق الخميس الذي له سوقان مثيلان في كل من القطيف والأحساء .
وفي بلدة الخميس أيضا معلمان تاريخيان شهيران ، أحدهما مسجد الخميس الذي كان يسمى في الزمن القديم ب(المشهد ذي المنارتين) وبهذا الاسم ورد في ديوان الشيخ جعفر محمد الخطي ، )توفي 1028هجرية) ، ويعود السبب في هذه التسمية إلى وجود ضريح لأحد علماء الشيعة الكبار فيه ، ومنارتين عاليتين جدا لم يكن يوجد في مساجد البحرين مثيلا لهما ، وفيه أيضا عدة نقوش حجرية تؤرخ عمارات وتوسعات تمت فيه ، ومن ضمنها حجر موضوع على مئذنته الغربية كتب في عهد الحاكم العيوني أبي سنان محمد بن الفضل بن عبدالله بن علي (توفي 539 هجرية) يذكر فيه تأسيس هذه المنارة عام 918 للهجرة .
ومن ضمن ما كتب في هذا النقش الشهادات الثلاث التي يقولها الشيعة في الأذان ، وهي (أشهد أن لا إله إلا الله) ، و(أشهد أن محمد رسول الله) ، و(أشهد أن عليا وليا الله) ، كما كتب فيها أيضا أسماء الأئمة الاثني عشر ، وهو ما يثبت تشيع الدولة العيونية التي كثر حول مذهبها الجدل أولا ، ويزيد على ذلك إثبات كونها شيعية إمامية اثني عشرية ثانيا .
والمعلم الثاني في بلدة الخميس هو وجود العين التاريخية الشهيرة المسماة ب(أبو زيدان) فيها ، وقد ذكر هذه العين الإدريسي في كتابه (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) كما مر بنا في الحديث عن (البلاد القديم) ، وذكرت هذه العين أيضا في شرح القصيدة الميمية لابن المقرب عند الحديث عن قتل أبي البهلول العبدي الثائر على القرامطة في أواسط القرن الخامس الهجري لخليفه ابن أبي العريان بعد أن شعر بخيانته له وممائلته للقرامطة عليه ، فترصده حتى نزل في إحدى الليالي يسبح في هذه العين ، فقتله فيها ، وتعد هذه العين من أكثر عيون جزيرة أوال صفاء ونقاء وعذوبة ، وهي تقع جنوب غرب مسجد الخميس على مرمى حجر فقط .
.
المصدر : كتاب تاريخ التشيع لأهل البيت في إقليم البحرين القديم للكاتب عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق