التبشير المسيحي في الخليج
في عام ۱۸۱۱م وصل القس هنری مارتن الى مسقط وابتدأ في حملته التبشيرية ، ولكن لم يحالفه الحظ فترك المنطقة في نفس العام وبذلك ابتدأ الطريق لحملة متواصلة من المبشرين من بريطانيا والهند وامريكا لتزور منطقة الخليج العربي وتحاول ان تجد لنفسها موطىء قدم ، فقد تلاه في عام ۱۸۲۹ طبيب الأسنان انتونی جرافس من اکستر الذي عمل في بغداد كطبيب الاسنان ومبشرا في نفس الوقت
وفي عام ۱۸٤۳ وصل الى عدن الدكتور جون ويلسون وزار معظم دول الخليج في ذلك الوقت جامعا للمعلومات الهامة للبعثات التي سوف تليه وتتالت بعد ذلك الزيارات .
فقد وصل جيمس وات من بريطانيا عام ۱۸۸۹ وابتدأ مهمته
التبشيرية في بغداد ومنها نزح الى عدن حيث اقام مكتبة انجيلية بهدف التبشير .
وانه من الممكن القول أن هذه الزيارات كانت زيارات استكشافية وتمهيدية حيث كان هؤلاء المبشرون يرفعون بتقاريرهم الى جمعيات المبشرين في بريطانيا وامريكا حيث كانت هذه الجمعيات تعد العدة لارسال بعثات اكبر الى منطقة الخليج العربي ولم يكن هؤلاء المستكشفون الأوائل ذوو صبغة طبية وتبشيرية بل أخذت هذه العملية صيغ اخرى عندما زار المنطقة الجنرال المتقاعد من الجيش
البريطاني هيج في عام ۱۸۸۰م .
ودون بدقة متناهية العادات والتقاليد والوضع السياسي والمادي للمنطقة ووضع بذلك الاسس الأولى للبعثة التبشيرية التي قادها ایان کیت فالكوند منطقة الشيخ عثمان في عدن في ۱۸۸۰م
واذا اعتبرنا زيارة الجنرال هيج البداية لبعثة فالكوند في عدن فان زيارة البطريراك توماس قليبي فرنچ في عام ۱۸۹۱ قادما من الهند بدعوة من مكاي في اوغندا ومقابلته للمبشر صموئيل زويمر مبعوث الكنيسة الهولندية في نيويورك كان مقدمة للبعثة التبشيرية الأمريكية وتمهيدا لاقامة مراكز تبشيرية في البصرة والبحرين والعشار ومسقط ومطرح والكويت وقطر تباعا .
وانه لمن المعلوم أن فكرة تأسيس البعثة التبشيرية الأمريكية في منطقة الخليج العربي أتت من نيويورك في الأعوام ۱۸۸۸-۱۸۸۹ حيث عقد اول اجتماع (للعجله) وكان الأفراد المؤسسين البروفيسور لانسنج وكانتين وصموئيل زويمر .
وقد جمعت مؤسسة العجلة (WHEEL) مبلغ (5000) خمسة آلاف دولار لهذه الغاية وتتالت بعدها الأحداث حسب ما هو مذكور في هذا الكتاب .
في سنة ۱۸۸۹ وفي قاعة هرتزوج في نيويورك تشكلت أول جمعية تبشيرية تهدف إلى التبشير في منطقة الخليج العربي ، ومؤسس هذه الجمعية البروفيسور لانسنج وكان في عضويتها القس صموئيل زويمر وجيمس كانتين وفيليب فيلبس وبمساعدة كاثرين هلستد .
تمكنت هذه المجموعة من الحصول على مبلغ ۵۰۰۰ دولار كمعونة أولى لهذه المهمة ، وفعلا ابتدأ القس زويمر وجيمس كانفين رحلتهما الى المنطقة عن طريق سكوتلندا والشام في لبنان التحق بهم كامل عبد المسيح من سوق الغرب وجاء معهم الى البصرة وقد وصل الثلاثة الى منطقة البحر الأحمر عن طريق السويس وقابلوا القس فالبی فرنچ على ظهر سفينة قادمة من افريقيا ، وتم الاتفاق بينهم على ما يبدو على توزيع المنطقة الى مناطق نفوذ من عدن الى صنعاء ثم بوشهر والبصرة والبحرين تنقل القس زويمر باحثا عن منطقة مناسبة للتبشير ومن البصرة قرر زيارة البحرين في سنة ۱۸۹۲ ولم يبق فيها .
وفي عام ١٨٩٣ وصلها مرة اخرى وابتدأ عمله التبشيري في دكان في منطقة السوق وبذلك أصبحت البحرين أول مركز للمبشرين في منطقة الخليج بعد وصولهم الى البصرة
وفي نفس الوقت يصل الى المنطقة بيتر زويمر الأخ الأصغر
الصموئيل زويمر ويبدأ نشاطه التبشيري في مسقط وينشىء أول مدرسة نظامية للعبيد المحررين في مسقط وفي عام ۱۹۰۰ يصل الدكتور توماس وزوجته الى البحرين قادمين من البصرة ويقيمان في منزل الجالية التبشيرية في فناء هذا المنزل أجريت أول عملية جراحية في البحرين .
في عام 1904 زار اعضاء من البعثة الكويت ولم يسمح لهم
الشيخ مبارك الكبير بممارسة أي نشاط وفي عام ۱۹۱۰ طلب الشيخ مبارك من دكتور ارثر سبنت اجراء عملية لعيون ابنته وتكللت العملية بالنجاح ومنها اعطيت الجالية صلاحية فتح مستشفى في الكويت وتم ذلك بين ۱۹۱۳ - ۱۹۲۰م
وفي عام ١٩٤٠ فتح فرع جديد للمستشفى الأمريكي في مطرح .
وفي عام 1947 تم افتتاح المستشفى الأمريكي في قطر ولكن البعثة الطبية لم تستطع مواصلة العمل للنقص المادي لديها فأغلق بعد 5 سنوات . ولم تأت سنة 47 الا والبعثة الطبية كانت لها مراكز طبية في البصرة والعماره والعشار ومسقط ومطرح والبحرين والكويت وقطر ، وكانت كلها تعمل كوحدة طبية متكاملة تحت ادارة المجلس الاعلى للمبشرين في الشرق الاوسط .
المصدر : كتاب مذكرات شريفة الأمريكانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق