الثلاثاء، 9 أبريل 2019

ملاحظات على التركيبة النفسية والثقافية للمجتمع السني في البحرين

ملاحظات على التركيبة النفسية والثقافية للمجتمع السني في البحرين  ..


‏من خلال مجاورتي للمجتمع السني منذ الطفولة ومن خلال ملاحظاتي على تركيبته النفسية والثقافية
فإن همه الأول يتركز على (كيف يعيش) !

لا يهمه من يحكم ولا يهمه كيف يحكم ، والعدالة آخر اهتماماته.

وهو قابل للتوظيف في قبال اي دعوة للعدالة الاجتماعية اذا تم إقناعه انها ممكن أن تؤثر على عيشه ومناسباته ونمط حياته.

‏اعتقد ان هذه التركيبة النفسية والثقافية العامة للمجتمع السني هي ذاتها التي تنطلق منها اليوم دعوات القبول بالتطبيع مع الصهاينة واعتبارهم امر واقع في محيط المشيخات الخليجية تناغما مع التوجهات الرسمية

‏واعتقد ان بريطانيا الاستعمارية عندما رتبت حكم العوائل السنية للمنطقة لم تكن ترتيباتها عبثية أو مصادفة ، فجواسيس بريطانيا الذين كانوا في المنطقة كانوا يرصدون التركيبة النفسية والاجتماعية والثقافية للمجتمعات المحلية

‏واعتقد ان هيمنة السلطة السياسية على السلطة الدينية في المجتمع السني كانت أكثر مناسبة لترتيبات الإنجليز لإدارة المجتمعات البشرية في المنطقة

‏في وقت كانت  تجاربهم مرة مع المرجعية الدينية الشيعية في ثورة التنباك في إيران وثورة العشرين في العراق ووجود المرجعية الشيعية خارج هيمنة المؤسسة السياسية الرسمية يبدو أنه كان عائقا أمام خطط بريطانيا وترتيباتها لإدارة الكتل البشرية في المنطقة وأمام اختيار حكام من الشيعة

‏واعتقد جازما أن سيطرة ابن سعود على مجمل أراض شبه الجزيرة العربية بمساعدة جواسيس بريطانيا مثل جون فليبي واحتلال ال خليفة للبحرين قادمين من الزبارة لم يتم دون خطة إنجليزية عامة للمنطقة تتزامن وتتبع لمشروع إعطائهم فلسطين للصهاينة

أن ‏‎التركيبة النفسية للمجتمع السني البحريني تركيبة فريدة جدا

هم مجتمع غير متجانس تقريبا وخليط متعدد الأصول والجذور والثقافات  وازدادت سمات التنافر فيه بعد عمليات التجنيس

‏‎في التركيبة النفسية للمجتمع السني هناك سباق غير معلن باتجاه المكاسب التي يوفرها القصر وفرص الغنى والحياة ، هذا السباق جاء نتيجة تجذر ثقافة المكاسب مقابل الولاء التي ارساها الحكم و التي حولت المجتمع السني بشكل عام إلى عوائل متنافسة على الحضوة والوظائف والهبات والعطايا وخدمة طابور مشيخات العائلة الحاكمة الذي يعتبر عندهم نوعا من الوجاهة ومصدرا للنفوذ.

‏‎زاد من هذه السمات النفسية الإرث الديني والقبلي الذي عزز هذه المفاهيم وايضا طوابير الخدم والفداوية والعبيد الذين كانوا حواشي الشيوخ والذين تحول فيه موقعهم ثم  سلوكهم بسبب قربه من السلطة والمال والنفوذ إلى طموح اجتماعي سني ثم إلى ثقافة اجتماعية ايضا بارزة

‏‎لهذا يعتبر التمرد على هذه المنظومة داخل المجتمع السني اثم أشبه بالكفر والردة وخروج عن المألوف

‏‎طبعا اتكلم عن السائد ولا أنفي كما هو ثابت أن هناك شواذ لهذا السائد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق