بلدة المنامة
.
تقع على ضفاف البحر من الجهة الشرقية من البحرين مدينة واسعة وفي وسطها بازارا به أربعمائة دكانا تجاريا، وفي يوم الجمعة جميع أهالي البحرين وأهل الحرفة يأتون لعرض ما تبقى من منتجاتهم في بندر المنامة، وبعد إنتهاء معاملاتهم يرجع الجميع إلى قريته من حيث أتوا.
.
الكثير من أهالي خارج المنامة لديهم متاجر ودكاكين للبيع والشراء في المنامة، وبعضهم تجار ويعملون في المعاملات التجارية.
.
في أول طلوع الشمس ومن القرى التي ينتمون إليها وعلى البغال والحمير يأتي أهالي القرى قاطعين المسافات الطويلة غلى المنامة، وبعد ساعة من غروب الشمس يرجعون إلى قراهم.
.
ولبلدة المنامة سورٌ محكم محيطٌ بالمدينة، وبه حوالي ثمانية وعشرون برجاً وبوابةٌ، إحدى البوابات تواجه البحر والتي تستعمل كمرفأً للأخشاب والسفن الواردة إلى البحرين أطرافها ترسي بالمرساة وهذا المرفأ يستخدم لإرساء السفن التي تأتي من المناطق المجاورة.
.
وتوجد في شمال المدينة محط للوافدين، وجميع حجره مملوءة بتجار البحار جالسين ومشغولون بالمعاملة.
.
من الناحية المدنية أو السكانية هذه المدينة متمدنة أكثر من مدينة البوشهر، وبيوتها عبارة عن عمارات عالية وفخمة مصنوعة من الحصى والجصي والطين.
.
توجد حوالي 600 بيتا في المدينة يسكنها أناسٌ من البحرين والأجانب كما توجد بها حوالي مائة مسجد عالية البناء معمورة كمحل لعبادة المسلمين.
.
ومحط الوافدين المذكور عبارة عن طابقين، المبنى السفلي والعلوي، وهناك 16 بيتاً معمورا لمحط الوافدين.
.
أكثر أبواب بيوت محط الوافدين بإتجاه البحر، ومن جهة القبلة من محط الوافدين توجد قلعة ذي أربعة أبراجا دائرية والذي بناه سيد سلطان واليد السيد سعيد خان العماني عندما تغلب على بني عتبة.
.
وفي أطراف مدينة المنامة توجد بساتين وعيون جارية كثيرة بدرجة لا يمكن إحصاء أشجارها ونخيلها، ومن الجهة الشرقية للجزيرة هناك بساتين وأنهار وأشجار متنوعة لا يمكن عدها.
.
المصدر : كتاب تاريخ الجزر والمدن السواحلية في الخليج الفارسي للكاتب محمد ابراهيم كازروني ( الملقب بالنادري )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق