الجمعة، 12 يناير 2018

جزيرة سترة الأقل في تفشي الجرائم الاجتماعية

جزيرة سترة الأقل في تفشي الجرائم الاجتماعية


بدايةً، الأمر لا يقتصر على جزيرة سترة فقط، هناك مناطق عديدة كقرى مناطق شارع البديع، والبلاد القديم وبوري، والزلاق والحد وعراد والدير، والمناطق الغربية كالمالكية وصدد وكرزكان، لكن تم أخذها انموذجا بأنها تعتبر الأقل في تفشي الجرائم العامة والمشاكل الاجتماعية، كالسرقات ونسب الطلاق، والاغتصاب، والنصب والاحتيال والتسول، والانحرافات الاخلاقية، والمشاكل الاجتماعية الأخرى وغيرها.
من العجائب، مع أن هذه الجزيرة يعيش معظم قاطنيها الفقر والعوز إلا أنك من النادر تجد السرقات وتعدي على حقوق الغير، كما أن الكثير منهم عاطل عن العمل أو محروم من العمل، إلا أنهم يديرون حياتهم كالنحل في البحث عن لقمة معيشتهم  فهناك من يرتاد البحر لصيد الأسماك أو يقوم بتنظيف الاسماك، ومنهم من يطبخ الطعام ويبيعه على الأهالي لسد حاجته في العيش بعزة وكرام، وعدم مد يده للآخرين، ومنهم من يفتح مشروعه الصغير في تصليح السيارات والدراجات النارية وتنظيف السيارات، والبعض من العوائل تبيع الأغذية والملابس الشعبية، وهناك من يعيش بقناعة قل نظيرها في هذا الزمن أي يعيش على ما يُدر عليه من المساعدات الاجتماعية البسيطة.
هذه لمحة مختصرة، لا اريد الاسترسال فيها كثيرا؛ لكن باختصار هذا المجتمع أصبح مؤمن بقدر حياته، ورزقه ولا يلهث نحو المال الفاسد، متيقنا بحكمة رب العالمين لو حصل على المال الوفير قد يقوده إلى الدمار ويبعده عن صلته برب السماء، فضل عن تيقنه المطلق بأن الله خير الرازقين.
رجوعا لصلب الموضوع، هناك أموراً أو عناصر جعلت هذه الجزيرة أن تحتل الاقل في تفشي الجرائم وهذه العناصر تنطبق على القرى الأخرى، التي تم ذكرها أعلاه، أولها حسب ما تم تداوله في مجلسنا الأسبوعي، أن هذه الجزيرة بعيدة عن وُكورْ الخمور والدعارة ومناطق تداول المخدرات وأصدقاء السوء، ثانيا: هذه الجزيرة تربطها علاقات اجتماعية متينة، وترابط أسري صلب ووشائج قربى متماسكة كخطوط الحديد، وصداقات قوية، وكأنها عائلة واحدة فالجميع يعرف بعضه البعض، فلو ارتكب أحد أفرادها خطأً
 أو تجاوز حدود التربية العامة، قدم له النصائح من قبل اهله وجيرانه وأصحابه لوقف هذا التصرف وتم تقويمه إلى المسار الصحيح، وللعلم الجميع يتجاوب مع الناصحين له، لأنه يعتبر من ينصحه يريد مصلحته. وثالثا: المجتمع برمته ملتزم او شبه ملتزم دينيا ويتواصل مع بعضه البعض في المساجد والمآتم ويستخلص الدروس والعبر إن لم يكن من الخطيب يكون من المثقفين الناصحين من المجتمع. ما أود توضيحه في البند الثالث أن الجميع يحرص على حضور التجمعات الدينية في المساجد والمآتم مما يجعل الجميع يتغذى بالأخلاق والقيم والمباديء الدنيوية وأصول وفروع الدين والسنة النبوية المستمدة من اهل بيته الكرام.

د. أحمد العنيسي / كاتب بحريني
11/1/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق