بلدة قديمة وكبيرة للشيعة في جزيرة أوال ، واسمها يشمل كثيرا من القرى الصغيرة الواقعة بالقرب منها مثل : المويلغة ، والزنج ، وجمالة ، والصالحية ، والخميس ، وغيرها .
ويفهم من بعض النصوص التاريخية أن هذه البلدة كانت عاصمة أوال في الزمن القديم ، فقد دون لنا الإدريسي في النزهة وصفا لجزيرة أوال عند زيارته لها قال فيه عنها إنها : "جزيرة حسنة بها مدينة كبيرة تسمى البحرين وهي عامرة حسنة خصيبة كثيرة الزروع والنخل وفيها عيون ماء كثيرة ومياهها عذبة منها عين تسمى عين بو زيدان ومنها عين مويلغة ومنها عين عذار وكلها في وسط البلد".
وسواء أكان الضمير في قوله : "وهي عامرة حسنة ... الخ" يعود إلى المدينة التي سماها البحرين أو إلى جزيرة اوال ، فالأمر سيان لأن هذه العيون التي ذكرها هي عيون تقع اثنتان منها ضمن حدود البلاد القديم الآن ، وهما عين أبو زيدان الواقعة عند قرية الخميس من البلاد القديم ، وعين مويلغة التي كانت تقع في مويلغة إحدى محلات البلاد القديم ، وكانت معروفة بهذا الأسم حتى وقتنا الحاضر ، حيث دفنت العين كعيون كثيرة غيرها تم دفنها ، والعين الثالثة التي ذكرها الإدريسي هي عين عذاري إحدى أشهر العيون ليس في أوال (البحرين) فحسب ، بل وفي منطقة شرق الجزيرة العربية كلها ، وهي تقع قرب البلاد القديم إلى الغرب منها بمسافة قليلة .
وهذا يرجح رأييي في اعتبار أن البلاد القديم كانت هي المعنية باسم البحرين في نص الإدريسي ، وأنها كانت عاصمة الجزيرة في بداية القرن السادس الهجري إذ من المرجح أن الإدريسي زار أوال – إن كان زارها حسبما يفهم من كتابه هذا - قبل العام 533 للهجرة ، وهو العام الذي دعاه فيه ملك صقلية بروجر الثاني للإقامة عنده ، فلبى طلبه ، وأقام عنده حتى مماته لم يخرج من صقلية ، فتكون رؤيته لجزيرة أوال وعيونها إن كان قد رأها بعينه قد تمت قبل هذا التاريخ وبعد العام 513 لأنه في هذا التاريخ كان قد أكمل العشرين من عمره ، ويستبعد أن يقوم بأي رحلة قبل أن يبلغ هذا العمر ، فتكون زيارة الإدريسي لجزيرة أوال قد حصلت في زمن العيونيين ، ثم في حكم حفيد مؤسس الدولة أبي سنان محمد بن الفضل بن عبدالله بن علي العيوني صاحب نقش المنارة الغربية في مشهد البلاد ذاتها المعروف الآن ب (مسجد الخميس) ، والبلاد القديم هذه التي وردت في شعر الشيخ جعفر الخطي في قوله من قصيدته المعروفة ب(السبيطية) :
ألا قد جنى بحر )البلاد) وتوبلي
علي بما ضاقت به ساحة البر
وينسب إلى البلاد القديم كثير من علماء الشيعة في البحرين ، منهم السيد علي بن السيد حسين البلادي البحراني ومن مشهور متأخريهم : الشيخ علي بن الحسن البلادي البحراني صاحب كتاب )أنوار البدرين في تراجم علماء القطيف والأحساء والبحرين) ، وقد ألفه في القطيف بعد رحيله من أوال إليها .
.
المصدر : كتاب تاريخ التشيع لأهل البيت في إقليم البحرين القديم للكاتب عبدالخالق بن عبدالجليل الجنبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق